عودة >

ماذا تريد أن تعرف؟

  • "هلمّوا اسمعوا يا من يتّقون الله جميعًا، فأحدّثكم بما صنع لنفسي" (مز 66: 16)
  • "هلمّوا اسمعوا يا من يتّقون الله جميعًا، فأحدّثكم بما صنع لنفسي" (مز 66: 16)
19 آب 2018
"هلمّوا اسمعوا يا من يتّقون الله جميعًا، فأحدّثكم بما صنع لنفسي" (مز 66: 16)

بعد السنة المشتركة التي انتهت في شباط- فبراير 2017، أُرسلت إلى العراق لسنتين. لكن يجب تعلّم اللغة العربيّة، لذلك أتيت إلى لبنان لسنة من أجل دراسة العربي، وتحقيقًا لرغبتي بالعيش قليلاً مع المسلمين والتعرّف على الكنائس الشرقيّة.

يا لها من نعمة! أودّ أن أشكر الرّبّ الذي أعطاني هذا الوقت كعطيّة كبيرة مع نعمه التي رافقتني. أشكر الأخوّة أيضًا التي سمحت لي أن أعيش هذه الفرصة الثمينة. وأشكر أيضًا أخوات إقليم لبنان- سورية اللواتي استقبلوني وأعطوني كلّ إمكانيّة. شكرٌ كبير لكلّ من رافقني وكان متّحدًا معي في الصلاة.

كانت السنة الماضية مليئة بالفرح والشكران لاكتشافي ما هو جديد والجمال الذي يحيط بي. جمال البلد مع تاريخه الطويل وجذوره المسيحيّة العميقة في الكتاب المقدّس والمزامير...مع إشعاع وادي قنّوبين. بلد في جو منفتح كثيرًا: العيش معًا مسيحيين ومسلمين، كثرة الأجانب، السوّاح والطلّاب. حرّيّة كبيرة في الحوار والمشاركة، وشعب لطيف جدًا ومُستقبِل. بنفس الوقت الطبقات الاجتماعيّة واضحة جدًا: عمال وعاملات النظافة، النساء والأطفال الذين يتسولون نستطيع أن نلاحظ فورًا أنّهم آتون من بلد آخر. من يترك بلده ليبحث عن حياة أفضل ويربح مالاً أكثر حتّى ولو عمل بشكلٍ قاسٍ وراتب قليل.

أحببت غنى الكنائس الشرقيّة، يوجد تقريبًا كلّ الطقوس. لكن بالتأكيد لها انقساماتها أيضًا. كان لديّ شعور قوي بالوحدة والتي نقلتها لنا الأخت مادلين بحبّها الكبير للكنيسة، ورغبتها بالصلاة من أجل وحدة الكنائس.

إنّ إقليم لبنان- سوريّة جميل مع غناه وجمال البلدين الذين يسندان بعضهما في الأوضاع الصعبة. في الدويلعة- دمشق لمست قليلاً نتائج الحرب: الألم الداخلي المستمر، تزعزع الحياة، وجود المخاوف. الآثار وفتحات القنابل تُمحى بسرعة وتغطّى، وبالعكس آثار وفتحات النفس والقلب لا تزال موجودة. لكن بالرغم من كلّ شيء الحياة تستمر هناك: الأعمال، الزيارات، الأعياد...الحياة أقوى بكثير من الموت ولا توجد أيّ قوة على سطح الأرض تقدر أن تبيدها.

 أشكر الله أيضًا على جماعتي: أخت لبنانيّة، أخت هولنديّة وأنا فيتناميّة. لقد ساعدنني على الدخول في الحياة اليوميّة،في العلاقات مع الجيران. شجعنني عندما هبطت عزيمتي أمام صعوبات اللغة. لقد تعلّمت بالعيش أن أوسّع "خيمتي" لأستقبل الجديد وأعيش بحرّيّة كما أنا.

بالنسبة لي اللغة العربيّة صعبة جدًا. مليئة بالصبر ونفاذ الصبر، كثير من الشجاعة والإحباط، الأمل ضد كلّ يأس. هذا هو طريقي مع الرّبّ أيضًا، أقع وأقوم. إنّه ينهضني، يمسكني بيده مثل طفلته المحبوبة. يعطيني طعم الصلاة وفرح لقاء الناس وتذوّق الحياة بالرغم من حدود اللغة.

وأنا في الفرح والقناعة والشكران لأحبّ ولكوني محبوبة من الله، أقول ليسوع: نعم، أريد أن أحبّك كما أنا، وأحبّك كما أنت أيضًا. أحبّ طريقتك في تكويني وسيرك معي. أحبّ الأخوّة. صلّوا لأجلي لأستطيع أنّ أحبّ الرّبّ بكلّ قلبي، وأستطيع أن أضع قلبي حيثما أكون.

"اذهب إلى الأرض التي أريك" ............... أرض العراق

أختكم الصغيرة

Terexa Chung