عودة >

ماذا تريد أن تعرف؟

  • الأخت ماري عمانوئيل
  • الأخت ماري عمانوئيل
  • الأخت ماري عمانوئيل
28 آب 2014
الأخت ماري عمانوئيل

عظة سيادة المطران مار بشار متي وردة لقداس الأخت ماري عمانوئيل 

إجتمعنا اليوم لنودّع إختاَعاشت حضوراَ صامتاَ سمحت فيه لله ليملأ هُ بحضوره المُحب فقربها من شعبه لترعاهُ بما منحهُ لها من وزناتٍ فجعلت خدمتها محبة أبدية . محبة ينتظرها إلهنا وربّنا من كل نفس مكرسة له . فالموت، يا اخوتي وأخواتي ، بالنسبة لنا نحن المكرسين ليس خبرة أولى نخاف منها ، فإلهنا بتدبيره يُربيناعلى إماتاتٍ متعددة ، لنصل الى لحظة الموت محملين بزيت المحبة والرعاية والتفهم والخدمة الذي ملئنا فيها مصابيحنا ، حتى نلتقي العروس وجهاً لوجه ليكتمل الفرح .الوجه الذي ظلَّ يكشفِ لنا عن ملامحهُ في وجوه كل من نلتقيهم في مسيرة حياتُنا ، ليكون اللقاء لقاء فرح ٍ أبدي . فجميعنا مُعرضٌ لتجربة النعاس والنوم ، وألهنا عارفٌ بأننا نحمله في آنيةٍ من خزفِ قد تنكِسر في أية لحظة ، ولكنه يُؤمِن بنا ، وإيمانهُ يُقوينا لنواصِل المسيرة بِثقةٍ .

عاشت أختنا ماري عمانوئيل طريق التكريس على مثال أبينا  إبراهيم تاركة الأرض والأهل والعشيرة لتحط َ الرحال حيثما أرادها الله أن تكون . آمنت الأخت ماري عمانوئيل  أن دعوة الله لها لتركِ كل  شيءٍ والسير وفق كلمته سيهبُ لها حياة وافرة ، فأعدت كل شيء ٍخسارة ًلتربح المسيح ،وإستجابتَ للدعوة رافعةً إنسانيتها الهشّة في أستجابة أمينةٍ له ، مؤمنة أن الله يقبلها ليكون قريباً من شعبه من خلالها، معهم :عمانوئيل فأقدمت ِ بكل بكل طاعة ومحبة على الترك الثلاثي : الأرض والعشيرة وبيت الآب ، وتركت دفة القيادة بيد الله ليكون الأب المسؤول عن إبنةِ صغيرة في إنسانيتها وكبيرة في الله ،مؤمنة أن عليها أن تُموتَ كل يوم ٍروابط كثيرة، وتكون كلمة الله المُرشد والدليل والمعزي وقت الشّدة. وكان لها ذلك وقت ضعفها الجسدي الذي حملت صليبهُ بإيمانِ ٍ.لقد بشّرنا الله من خلالها بأننا أرضُ ميعادهِ،لأننا الأرض التي أختارها الله لتُكمِل بقيّة حياتها . أرض نحن أعرف َبما تضمهُ من جفاف ٍ وقحط ٍروحي ، جعل الكثيرمن أبنائها ، ومازالوا ، يتركونها إلى مصرَ الغُربِة مثلما فعل إبراهيم ، أما هي ، فـأبت إلا أن تواصل البقاء مؤمنة أن الذي دعاها أنه سيرعها بمحبته ،لتُقدِم هذه المحبة لنا فتركتَ بسمةً مُريحة على وجهِ كل مَن إلتقتهم في طريقها ، فصغرت ليكبر الله حضوراً ومحبة ، هي الغريبة ُ التي دُعيت لبيوتٍ كثيرة تتقاسم أفخارستا الله فاليوم نسمع من الأخت ماري عمانوئيل كلمةُ رجاء إذ نسمعها تقول لنا : أنتم ارض الله الطيبة التي فيكم ومن خلالكم صنعَ بي العظائم ، القدوس إسمهُ. فلنشكر الله على هذه عطيَة حياتها ،ففيها ومن خلالها باركنا ، وهو مايريده من كل مكرس ٍأن يكونَ بركةً لمَن يخدمهم .

فالشكر لك يالله على تقدمة حياتها ،ونرفع الصلاة لك يا ألهنا وملكنا لتقبل عطية حياتها ، وحياة كل مؤمنيكَ بالرحمة واسلام والنعمة .آمين .